أفضل الصلاة وأتم التسليم على أول الخلق خاتم الأنبياء والمرسلين سيد ولد لأدم يوم الدين شفيع الغر المحجلين سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه والتابعيين وتابعيهم ومقلديهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إن لله تعالى في دهركم نفحات آلا فتعرضوا لها ))
ونحن نعيش هذه الأيام بعض من هذه النفحات المباركات أيام المولد الشريف لأشرف الخلق وسيدهم سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ويوم المولد الشريف لا يخفى على احد من بركته وقد أشرقت الدنيا يوم مولد سيدنا محمد ولم تكن ليلة مولده (صلى الله عليه وسلم) كأي ليلة من الليالي ففيها حدث العجب العجاب من اهتزاز عرش كسرى وانطفاء النار في فارس والتي دامت ألف عام وغيرها.
ويوم ولادة النبي( صلى الله عليه وسلم) يوم عظيم،
وقد ورد عن النبي( صلى الله عليه وسلم) في صحيح مسلم
( سئل النبي( صلى الله عليه وسلم) عن صيام يوم الاثنين فقال: هذا يوم ولدت فيه وانزل علي فيه ))
والصيام هو احتفال بيوم الاثنين وقد ربط الرسول( صلى الله عليه وسلم )بين المناسبات الدينية والمناسبات التاريخية والدليل على ذلك أن رسول الله( صلى الله عليه وسلم) لما قدم المدينة فوجد اليهود يحتفلون بيوم عاشوراء فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله تعالى فيه قوم فرعون ونجى موسى ، نحن نصومه شكرا لله تعالى ، فقال الرسول الأعظم: نحن أولى بصوم موسى منكم.
وقد يقول قائل أن الاحتفال بعيد المولد بدعة ولم يفعلها النبي ولا أي احد من الصحابة
والقول في ذلك أنها بدعة حسنة ( والتسمية ربما لا تصح ولم يفعلها أحد من الصحابة (رضوان الله عليهم) ولكن لا ضرر فيها ناما فيها من الخير الوافر ما فيها من اجتماع الناس وصلة الأرحام والتكثير من ذكر الله والصلاة على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وإعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله وكثير من الأمور الموجودة الآن ولم يفعلها الصحابة ولا الرسول( صلى الله عليه وسلم) وهي جائزة شرعاً والدين الإسلامي دين يسر لا دين عسر،
والفرح البادي في مثل هذه المناسبة هو خير للأمة لا شر عليها.
وتستحضرني آية كريمة وانا اكتب هذه الحروف اربطها بذكرى مولد سيد الخلق سيدنا محمد( صلى الله عليه وسلم) ، يقول ربنا جل وعلا :
بسم الله الرحمن الرحيم
((قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ))
صدق الله العظيم
ومعنى الآية الكريمة أن المسلمين فليفرحوا بما هداهم الله وآتاهم من الرحمات وهو أولى ما يفرحون به
وقال تعالى في آية كريمة ثانية :
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ))
صدق الله العظيم
وإرسال النبي( صلى الله عليه وسلم )رحمة للناس وعلى المؤمنين أن يفرحوا برحمة الله تعالى والنبي هو الرحمة وعلينا الفرح به وبيوم مولده عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
والله تعالى أعلم
إن أصبت من الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والله غفور رحيم.
وبعض مما قيل في يوم مولد النبي الأعظم والرسول الأكرم سيد الخلق سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم )
من قصدية البردة الشريفة للامام البوصيري رحمه الله
دع ما ادعته النصارى فـي نبيهـموا حكم بما شئت مدحا فيه واحتكـم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرفوا نسب إلى قدره ما شئت من أعظم
فإن فضل رسـول الله ليـس لـهحـد فيعـرب عنـه ناطـق بفـم
ويقول احد الشعراء
ان القلوب إلى الرسول تميل
ومعي بذلك شاهد ودليل
أما الدليل إذا ذكرت محمدا
صارت دموع العاشقين تسيل
ياحبيبي والله أنا بخيل بخيل
هذا رسول الله هذا المصطفى
هداني رب العالمين خليل
صلوا عليه فإن من سمع اسمه
فلم يصلي عليه فهو بخيل بخيل
ويقول الامام الوبصيري ايضا في بردته
ابان مولده عن طيـب عنصـرهياطيـب مبتـدإٍ منـه ومختتـم
يومٌ تفرس فيه الفـرس انهـمقد أُنذرو بحلول البؤس والنقـم
وبات ايوان كسري وهو منصدعكشمل اصحاب كسري غير ملتئم
اللهم صل وسلم وبارك وكرم على سيدنا ومولانا السابق للخلق نوره الرحمة للعالمين ظهوره عدد من مضى من خلقك ومن بقي ومن سعد منهم ومن شقي صلاةً تستغرق العدّ وتحيط بالحدّ صلاةً لا غاية لها ولا انتهاء ولا أمد لها ولا انقضاء صلاتك التي صليت عليه صلاةً دائمةً بدوامك باقية ببقائك لا منتهى لها دون علمك وعلى آله وصحبه كذلك. والحمد على ذلك