لمسجد الحرام هو أعظم مسجد في الإسلام ويقع في قلب مدينة
مكة في
الحجاز غرب
المملكة العربية السعودية، تتوسطه
الكعبة المشرفة التي هي أول بناء وضع على وجه الأرض
تبعاً للعقيدة الإسلامية، وهذه هي أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض عند
المسلمين. والمسجد الحرام هو
قبلة المسلمين في صلاتهم. سمى بالمسجد الحرام لحرمه القتال فيه
منذ دخول النبي المصطفى إلى مكة المكرمة منتصرا ويعتقد
المسلمون أن الصلاة فيه تعادل مئة ألف صلاة.
ذكر
القرآن "إِنَّ أَوَّلَ
بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى
لِّلْعَالَمِينَ " (آل عمران: آية 96)
والمسجد الحرام هو أول المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال.
فقد قال نبي الإسلام
محمد:
لا تُشَدُّ الرِّحَال إلاَّ إلى ثلاثة مساجد:
المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى.//
مرافق
المسجد الحراميحتوي المسجد الحرام على:
الأذانضم المسجد الحرام عبر العصور عدة مؤذنيين لكل مؤذن منارة يرتقيها
للأذان, وممن اشتهر بالأذان في المسجد الحرام خلال القرون الثلاثة الماضية
السادة آل العباس ذرية الصحابي الجليل
عبد الله بن عباس رضي الله عنهما, ومنهم
الشيخ الشريف محمدحسن بن أحمد العباس مؤذن المسجد الحرام بمنارة باب العمرة
في القرن الماضي والشيخ الشريف إبراهيم بن محمد حسن بن أحمد العباس وابنه
المؤذن حاليا بالمسجد الحرام الشيخ الشريف أبو قصي ماجد بن إبراهيم العباس
والسادة آل العباس الهواشم هم أقدم المؤذنين بالحرم المكي إلى جانب آل ريس.
المسجد
الحرام عبر العصور قبل
الإسلامحسب الإعتقاد الإسلامي، يرجع بناء الكعبة إلى عهد
آدم الا انها دمرت عبر السنين ولم يبقى مكانها شيء إلى أن اوحى الله إلى
إبراهيم بمكان البيت. ذكر
القرآن: (وإذ بوأنا
لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين
والركع السجود).
وهـكذا أمر الله إبراهيم ببناء البيت الحرام وذكر القرآن الكريم بناء
إبراهيم وابنه
إسماعيل للكعبة. ولقد جاءه
جبريل بالحجر الأسود ولم يكن في بادئ الأمر اسود بل كان
أبيضاً يتلألأ من شدة البياض وذلك لقول الرسول محمد (الحجر الأسود من
الجنة وكان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك) حديث.
ثم أعيد بناء الكعبة في عهد
قريش، بعد
عام الفيل بحاولي ثلاثين عاماً بعد أن حدث حريق
كبير بالكعبة نتج عن محاولة امرأة من قريش تبخير الكعبة فاشتعلت النار وضعف
البناء ثم جاء سيل حطم أجزاء الكعبة فأعادت قريش بناء الكعبة.
عصر
الرسول محمد- صلى الله عليه وسلمبعد أن فتح الرسول محمد مكة أزال ما كان على الكعبة من أصنام، وكان
يكسوها ويطيبها، ولكنه لم يقم بعمل تعديل على عمارة الكعبة وما حولها كما
لم يرجع الكعبة إلى سابق عهدها في أيام إبراهيم .
عهد
الخلفاء الراشدينبقي المسجد الحرام على حاله طوال خلافة
أبو بكر-رضي الله عنه- ثم العام السّابع الهجري، شعر
عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- بحاجة المسلمين
إلى توسعة المسجد الحرام بعد أن زاد عدد الحجاج إلى المسجد الحرام سنوياً
فاشترى البيوت المجاورة للمسجد، ووسّع بها ساحة المطاف وجعل لها أبوابًا
يدخل الحجّاج والمعتمرون منها للطّواف حول الكعبة المشرفة.وكان عمر هو أول
من أخر مقام إبراهيم عن جدار الكعبة فقد كان ملاصقاً فيها وذلك ليسهل
الطواف وحماية لمقام إبراهيم . ثم في عهد
عثمان بن عفان-رضي الله عنه- سنة 26 هـ، قام
عثمان بتوسعة المسجد مرة أخرى كما بنى للمسجد أروقة وكان أول من بنى للمسجد
الحرام أروقة.
يؤمن المسلمون أن المسجد الحرام هو المكان الذي أُسريَ بالنبي منه إلى
المسجد الأقصى كما جاء في سورة
الأسراء في
القرآن:"
سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى
الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ
آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".
ابواب
الحرمكان أول باب للمسجد الحرام هو باب بني شيبة وهو منسوب إلى شيبة بن عثمان
الحجبي سادن الكعبة المشرفة لأنه كان بجوار بيته ويقال لهذا الباب: باب
السلام.
وقد كان النبي محمد( صلى الله عليه وسلم) يدخل من هذا الباب لأنه مواجه
للكعبة أمام مقام إبراهيم .
بوابات
البيت الحرامالبوابون جمع (بوّاب) وهو من يقوم بالجلوس عند باب المسجد الحرام
لحراسته من كل مكروه ومد يد العون لمن يحتاج ذلك.
وعادة ما يكون البوابون من عامة الناس إلا أنه في سنة (830هـ) صدر مرسوم
بفتح أبواب المسجد الحرام وعزل البوابين الذين كانوا من القضاة والفقهاء
وأن يوضع مكانهم الفقراء والمساكين الذين لا حرفة لهم.
يبلغ عدد أبواب المسجد الحرام حالياً (25 باباً) منها أربعة أبواب
رئيسية هي:
- باب الملك عبد العزيز
- باب الملك فهد
- باب الفتح
- باب العمرة
وأبواب فرعية منها :باب أجياد، وبلال، وحنين، وإسماعيل، والصفا ، وبني
هاشم، وعلي، والعباس، وباب النبي، والسلام، وبني شيبة، والحجون، والمعلاة،
والمدعى، والمروة، والمحصب، وعرفة، ومنى، والقرارة، والفتح، وباب عمر،
والندوة، والشامية، والقدس، والمدينة، والحديبية.
وقد تولت رئاسة الحرمين الشريفين وقوى أمن الحرم الإشراف على هذه
الأبواب ومتابعتها وتنظيم الحركة حال الدخول والخروج